-استني هاوصلك للبوابة ! .. قالها “مراد” و هو يطفئ درّاجته و يُعلّق الخوزة بمكانها
ردت بصوتٍ جاف دون أن تنظر إليه :
-مالوش لزوم أنا عارفة السكة.
و مشيت خطوتين، فلحق بها و أمسك بكتفيها، أدارها إليه صائحًا من بين أسنانه :
-إيمان ماتخرجنيش عن شعوري. انتي عايزة إيه يعني !!؟
حاول أن يحدق في عينيها عبر الظلام، لكنها كانت تشيح عنه.. و فجأة تطلعت إليه
كانت تبكي في صمتٍ و قد صدمته …
-مراد ! .. نطقت اسمه بلوعةٍ
-عشان خاطري.. ماتمشيش. خليك معايا هنا. كمل دراستك هنا. مش مهم تاخد الشهادة من برا. لو كان مهم أوي كده كان أدهم عملها و أهو دكتور.. عشان خاطري يا مراد ماتسبنيش و تمشي. أنا أموت منغيرك …
كان هذا لا يُطاق، أن يراها في قمّة الضعف و التذلل إليه، تحوّلت مئة و ثمانون درجة، بعد أن تظاهرت بالاعراض عن حبه و قررت أنه شخص لا يستحق الحب، ها هي تضرب بكلامها و كرامتها عرض الحائط
ها هي تتسوّل حبه !
رأت “إيمان” في عينيه صراعًا و اضطرابًا، كان يعبس بشدة و يكز على فكيه، كان كأنما يقبض على الجمر و لا يستطيع تركه …
-إيمان !!!
و أطلق نهدة محمّلة بكمّ ضيقه و همّه …
-تعالي طيب !