ماذا عليه أن يفعل ؟.. إلى أين يذهب الآن ؟.. يكره أن يعترف بهذه الحقيقة، لكنّه في تلك الساعة تحديدًا بحاجة ماسّة إلى صديقه الوحيد.. إنه يحتاج إليه بشدة… يحتاج إلى “عثمان البحيري” لكنه لا يجسر على اللجوء له !!!
فعلًا كاد أن ينهار، و هو مستعدٌ لذلك تمامًا.. لو لا أنقذه مؤقتًا قرعًا على جرس الباب
استدار بحدةٍ و مضى صوب باب المنزل، لم يكن لديه أدنى فكرة من الذي يمكن أن يزوره الآن، و لم يكن في وارد ايّ توقعات
مد يده و جذب مقبض الباب الضخم بقوةٍ …
جمد أمام المدخل، إنه ينظر أمامه كما لو أنه لا يصدق ما يراه، هل ذكر منذ قليل بأن صديقه “عثمان” هو الشخص الوحيد الذي بإمكانه مساعدته !؟
حسنًا لقد كان حتمًا مخطئًا !
فها هما والديه يقفان أمام عينيه و البسمة ملء وجهيهما يراقبان آثار المفاجأة عليه، لم يكن بحاجة لمزيد من التحفيز، فقد
سقط درعه بالفعل خاصةً فور رؤية أمه …
-مراد ! .. تمتمت السيدة “رباب” بشيء من الريبة الآن
جفل “مراد” و تراجع عدة خطوات للخلف و هو ينظر بأعين والديه كمن يستجدي استغاثةٍ، رغم ذلك اجتاحه خجلٌ من أن يراياه على تلك الحال، فاستدار مسرعًا و هو يمسك رأسه بكفيّه بقوةٍ، بقى هكذا يعمل على شهيق و نفخ أنفاسه بثباتٍ كما لو أنه
يبذل كل ما في وسعه للتماسك أمام والديه.. لكنه يفشل
و فجأة يشعر بكف أمه يحطّ فوق كتفه، انتفض لوهلةٍ، لكنه ثبت مكانه، مع أن جسمه شرع يرتجف و يهتز بوضوحٍ …
-مراد ! .. كررت “رباب” بصوت أكثر قلقًا