لقد خسرها، مرةً أخرى و إلى الأبد، فقدها، و هذا ما يستحقه و يقرّه من داخله.. أليس هو الذي تركها و أدار لها ظهره ؟
أليس هو الذي أذاقها المهانة حين تزوج من غيرها و عاد إلى هنا ليجد حلًا و كان مستعدًا لفعل المستحيل كي يرد طليقته إلى عصمته ؟
الأمر الذي جعله كالمجنون.. كيف كان بهذا الغباء ؟
ألهذه الدرجة كان أحمق !
حقًا لو لم يحدث بينهما تقاربٌ حميمي ما كان ليُدرك كم أنه يعشقها بالفعل، و أنه بحياته لم ينتمي لغيرها بهذه القوة العارمة !؟
هل ممكن أنه كان سيقضي عمره كلّه واهمًا بأنها لم تكن سوى نزوة.. كم كان عمره عندما علم بأنه يحبّها ؟
تسعة عشر… كم كان عمره عندما راودها عن نفسها و أخضعها إلى رغباته الحيوانية و كأنها دُمية بين أصابعه ؟
عشرون !!!
هل هذا حب مراهقة !؟؟
لا.. بالطبع لا.. لأنه و ببساطة كان حاضرًا، ربما المرة السابقة ما كانت بمثل قوة تلك لأنها لم تكن أمام عينيه، لكنها و اللعنة تزوجت اليوم و في حضوره دون أن يكون قادرًا على منع ذلك، و عندما حاول قوبل بالرفض …
أطلق “مراد”مزيدًا من صيحات الغضب و النقمة على نفسه، غطى مؤخرة رأسه بكفيه و هو يسير جيئة و ذهابًا عبر ردهة منزله الفسيحة مثل مفترسٍ في قفص الإعتقال، شعر إن عقله على وشك أن يُصاب بشللٍ من شدة التفكير ؛