أومأ “مراد” بقوة و اعتمد القليل من الكذب تاليًا :
-زي ما سمعت. من و احنا عيال لحد ما وصلنا المدرسة و بعدها كمان. لحد ما سافرت و كنت مفكر إني أقدر انساها أو حياتي تشغلني عنها و إنها مجرد حب طفولة.. لكن دي مش الحقيقة. لا ليا و ليها. إحنا لسا بنحب بعض. أنا و هي عارفين كده بس إللي بيحصل إنهاردة أكبر غلط. إيمان مش بتحب مالك. إيمان بتحبني أنا بس ماعندهاش الشجاعة توافق على ده !
ظل “أدهم” صامتًا للحظات، و هو يحدق إليه بنظراتٍ جامدة، بدا و كأنه يتعرّف إليه لأول مرة …
توقّع “مراد” أن يرى الغضب أو ربما العنف في عينيه، لكنه أخيرًا.. لم يجد فيهما سوى… الجرح !
هل كان من المفترض أن ينتظر منه جواب، حسنًا.. لم يحصل منه و لو على كلمةً
فجأة استدار “أدهم” و مضى نحو الداخل مرةً أخرى …
*****
عادت خفقات قلبها تدوي بشدة، مع ظهور أخيها، كان يبدو عليه الغضب، خاصةً عندما حانت منه نظرة نحوها، اخترقتها بشكلٍ مؤلم، ازدردت ريقها الجاف بصعوبةٍ و هي تنظر إليه برعبٍ… ظهر “مراد” من ورائه، لكنه لم ينضم إلى المجلس من جديد، بل وقف عند مقدمة الصالون متكئًا إلى إطار الباب المزدوج، كأنما ينتظر ردة فعل معيّنة !
جلس “أدهم” بجوار المأذون مجددًا، و استأنفا من حيث توقفا …
ألقى المأذون منديلًا فوق يدي العريس و وكيل العروس و بدأ بالتلقين :
-قل من بعدي يا عريس.. إني توكلت على الله تعالى
رد “مالك” و عيناه لا تفارقان “إيمان” الجالسة خلف أخيها تمامًا :
-إني توكلت على الله تعالى
-و أطلب منك زواج أختك و موكلتك إيمان صلاح عمران لنفسي و بنفسي على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
– و أطلب منك زواج أختك و موكلتك إيمان صلاح عمران لنفسي و بنفسي على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
-و على الصداق المسمّى بيننا عاجله و أجله و على شهادة الشهود و الله خير الشاهدين
-و على الصداق المسمّى بيننا عاجله و أجله و على شهادة الشهود و الله خير الشاهدين