تنهد “أدهم” حائرًا، لكنه لم يجد مناصٌ من الإذعان له، قام م مكانه ثانيةً و اعتذر من الشيخ بلباقةٍ :
-معذرةً يا شيخ. سامحني بس الأمر طارئ.. دقيقتين إن شاء الله و راجع
أذن له الشيخ :
-اتفضل يابني في انتظارك
مشى “أدهم” صوب الشرفة يتبعه “مراد” و نظرات “إيمان” الوجلة في إثرهما، تسارعت خفقات قلبها بجنونٍ و هي تستوعب ما يجري، و لا يمكنها حتى تخيّل على ماذا ينوي ذاك المجنون، نهايته حتمًا على يديه !!!
*****
-ها يا سيدي. أدينا على إنفراد.. ممكن أفهم بقى إيه الضروري إللي خلّاك تقوّمني من كتب الكتاب بالشكل ده !؟
وقف “مراد” قبالة “أدهم” متوترًا بشدة، كان يرتب كلماته عبثًا، فهو لا يعرف كيف يصوّغ له كل هذا.. إلا أنه عمل جاهدًا و
باسراعٍ …
-هو أنا جايز اتأخرت كتير. جايز غلط إللي بعمله.. بس عشان أكون على الأقل مرتاح إني ماكنتش جبان. تيجي مني دلوقتي في آخر لحظة. أحسن لو ماجتش خالص …
حدجه “أدهم” بتعبيرٍ مستغرب، فضغط الأخير فكيه بشدة مدركًا عواقب ما سيتفوّه به، لكنه أردف بشجاعةٍ لأول مرة في سبيلها :
-أنا بطلب منك إيد إيمان يا أدهم.. بطلب منك تلغي الجواز ده و تحط إيدك في إيدي أنا !
رمقه “أدهم” مدهوشًا، و صمت للحظاتٍ طويلة… ثم قال بهدوء :
-مراد.. انت بتقول إيه؟ إنهاردة كتب كتاب أختي. و انت جاي تطلبها مني ! .. و استطرد بذهولٍ أشدّ :
-أنا مش فاهم إيه الحكاية !!!
أفصح “مراد” بلا ترددٍ و بكثيرٍ من الانفعال :
-الحكاية إن انا و إيمان بنحب بعض. من زمان.عمرها الجرأة ما جات لي أقول لك الكلام ده بس خلاص مش قادر. لتاني مرة بتضيع مني.. أنا بحبها يا أدهم !
رجع “أدهم” للخلف قليلًا في صدمة :
-إيه !!؟