ثم نظر إلى “إيمان” ثانيةً و قال مشددًا على كفّها الطريّ بطريقةٍ أربكتها :
-مش ناقص غير امضة إيمان !
و هنا علا صوت المأذون قبل أن يسبقه رد “أدهم” المتوقّع و الذي ربما يفسد الزيجة برمتها :
-قوليلي يابنتي الله يرضى عليكي. قبل ما أخوكي يقوم يشد الدفتر و يبوظ الجوازة أنا أكتر واحد عارف أدهم ..
ضج مجلس العائلة كله هذه المرة بالضحك لهنيهةً، ثم اردف المأذون بشاشته المعهودة :
-هل تقبلين الزواج من الشاب الماثل أمامك. ابن عمتك الذي يُدعى مالك حسن جلال عزام ؟
و فجأة صار الهواء خانقًا للأنفاس، بينها و بين “مراد”.. لم تجرؤ على رفع عينيها تجاهه حتى هذه اللحظة
و لكن لتفعل ما أرادت كان يجب أن تقبل على تلك الخطوة …
و فعلًا، زاغ بصرها في الفراغ للحظات، قبل أن يستقر في عينيه المتقدتين مباشرةً و هي تعلن بصوتٍ مسموع :
-أيوة.. موافقة يا شيخ !
أغمض “مراد” عينيه بشدة و أعرض كليًا عن الإنصات للبقية، دعاها الشيخ للجلوس ليتّم العقد، كان يتأهب ليمضي في ذلك حين فقد “مراد” السيطرة على نفسه فجأة …
-أدهم من فضلك أنا عاوزك ! .. هكذا غمغم “مراد” قرب أذن ابن خالته بخشونةٍ
نظر له “أدهم” مستغربًا و قال بصوتٍ خفيض :
-خير يا مراد ؟
مراد بحزمٍ : عاوزك ضروري. موضوع مايتأخرش.. من فضلك !!