-صح. انت صح يا مراد.. إللي بينا ماكنش حب. لأن انت أصلًا ماينفعش تتحب. و لا هاتعرف تحب !!
و جاءت لتغادر بكل غضبها الدفين و انفعالها، لكنه تحرّك من جديد و منعها بالقوة :
-قلت لك مش هاتمشي لوحدك يا إيمان.
سيطرت على نفسها بصعوبةٍ حتى لا تصرخ فيه ثانيةً، فغمغمت بحرقةٍ :
-إوعـى يا مراد. شيل إيدك عني و سيبني بقى. عايز مني إيه تاني !!؟
لم يرخي قبضته عن معصميها بوصةً واحدة، و قال بصرامة :
-هاوصلك.. أنا لسا لحد دلوقتي مش عارف إزاي خرجتي من بيتكوا في ساعة زي دي. مين سمح لك !!؟؟
لكنها لم تعطه ردًا
فأخذها في يده يجرجر خطواتها حتى وصلا عند درّاجته النارية السوداء ماركة “هارلي ديفيدسون”.. استقل فوق مقدمة
القاعدة، لم يعتمر الخوزة الواقية و ناولها إيّاها بلا ترددٍ :
-خدي إلبسي دي !
أخذتها منه لغرضٍ واحد فقط، حتى لا يتعرّف عليها أحد و هي برفقته و خاصةً في وضع كهذا، ليست المرة الأولى التي تخرج معه على الدرّاجة، فعلتها مراتٍ عديدة في الخفاء، و كانت أسعد لحظاتها.. أن تكون قريبةً منه إلى الحد.. مجبرةً على التشبث
به و احتضانه بقوة
في قرارة نفسها كانت تستمتع و تتنعّم بذلك كثيرًا، و تتمنّى ألا ينفصلا أبدًا، تمامًا كما تفعل الآن، لا تود أن ينتهي بهما الطريق ؛
لكن جاءت اللحظة، أوقف “مراد” الموتور أمام بناية المنزل الخلفية، بعيدًا عن مرآى البواب و الجيران …