بها “أدهم” و ألقى عليها نظرة
كما العاجز، كالغريق الذي يتعلّق بقشة مد يده و قبض بقوةٍ على كفّها الملقى بحجرها و هو يعاود النظر إلى الطبيب قائلًا بانفعالٍ :
-ممكن تتأكد تاني يا دكتور. ممكن نعمل تحاليل آشعة أي حاجة. إزاي شخّصت بالسرعة دي !!؟
إنبلجت ابتسامة على وجه الطبيب، و قال مهدئًا و هو يخلع نظارته :
-بالراحة يا دكتور أدهم. مالك بس أنا لسا ماكملتش كلامي.. أكيد هانعمل تحاليل و أشعة. بس أنا متأكد كمان من إللي بقوله. و في نفس الوقت بطمنكوا. الوضع مش خطير. النوع ده من الربو تافه جدًا. عامل زي الحساسية المزمنة كده. هانحدد له علاج إن شاء الله بعد ما تطلع نتايج التحاليل. ماتقلقش المدام زي الفل و الله
كان يتنفس بثقلٍ و هو لا يزال يشعر بإعياء الخوف عليها، ازدرد ريقه ضامًا يدها بقبضته أكثر …
-أدهم يابني انت بتثق فيا و لا لأ !؟ .. حدثه الطبيب بجدية
أدهم عابسًا بوهنٍ شديد :
-أكيد يا دكتور أمجد !
الطبيب بحزمٍ : خلاص يبقى تصدقني و ماشوفش وش القلق ده عليك ! .. و حوّل ناظريه نحو “سلاف” مكملًا :
-و إنتي يابنتي. ماتخافيش إنتي كويسة.. ممكن اسألك سؤال ؟
بالكاد خرج صوت “سلاف” هامسًا أبحًا :
-اتفضل !
-إنتي حصلت معاكي حاجة إنهاردة ضايقتك صح ؟
إتسعت حدقتاها و ارتبكت فجأة من تلك المباغتة، بينما بقى “ادهم” هادئًا في انتظار ردها الذي تأخر كثيرًا، بل لم يأتي أصلًا، ليسترخي الطبيب للوراء قليلًا و قد خمن الإجابة، فقال بهدوءٍ :
-طيب أيًّا كان يا مدام. إنتي المرض إللي عندك ده مزمن. و مش بيظهر أعراضه غير في حالتين. مواسم الخريف و الربيع. و الحالة التانية ناتجة عن الحالة المزاجية. زي إنك مثلًا تسمعي خبر يضايقك. حد يزعلك كده يعني.. ف كل ده بردو حاجات لا