كانت لا تزال بشهر العسل، كانت عروس، كما الظاهر.. لكن لم يكن أحد يعلم ما يحدث خلف الأبواب المغلقة و ما كان يفعله بها زوجها كل ليلة
لكن تلك الليلة بالذات لا تقارن بأيّ معاناة خاضتها، الألم النفسي و الجسدي الذي نزل بها كان جسيمًا لدرجة تعذّر عليها تخطّيه حتى الآن، كان ثاني أسبوع من زواجها، و كانت منهكة للغاية جرّاء أيامٍ و ليالي قضتها فقط تلبّي حاجات زوجها و تتلقّى
منه التقريع و المهانة، تركها هذا اليوم منذ الصباح و غادر فظنّت بأنها سترتاح أخيرًا و لو لبعض الوقت، لكن تعسًا لحظها، عندما هاتفها زوجها في المساء و أخبرها بأن تتجهز من أجله ليس على موعد عودته سوى نصف ساعة، و قد أخبرها أيضًا ألا تتعب نفسها في تحضير العشاء، لأنه بالفعل أحضره في طريقه
كل هذا الدلال الذي يبديه لا تشعر بالراحة حياله، و كان قلبها منقبضًا، لكنها لا تقدر إلا أن تنفذ ما طلبه منها، فقامت من السرير تجر ساقيها، فتحت خزانتها بأذرعٍ مخدرة و اختارت بيجامة من الستان الزهري، بدّلت بثوبها القطني المريح و جلست أمام منضدة الزينة، وضعت القليل من الحمرة على خديها و شفاهها، و مررت قلم الكحل بين جفنيها في كلتا العينين، ثم
أخذت قنينة العطر و نثرت بحركات آلية كيفما أتفق عند عنقها و صدرها و خلف أذنيها …
تحبس أنفاسها عندما تسمع الجلبة خارج الغرفة تعرف بأنه قد جاء، تحاول أن تفكر في حيلة سريعة ربما تنطلي عليه أو تكسب عطفه فيتركها و شأنها الليلة، لكنها لا تجد أيّ فكرة.. و فجأة يظهر “سيف” عند باب الغرفة ؛