تمتلك نسخة من مفتاح المنزل إلا إنها فكرت قطعًا بأنها تطرق عليها بسبب إنشغال كلتيهما بالأطفال الأربعة، لن تتمكن من فتح الباب بنفسها بالطبع.. لذلك مضت “إيمان” مسرعة لتفتح باب الشقة ؛
هكذا دون أدنى ترددٍ، أدارت المقبض و جذبت الباب، و هي في هذا القميص الذي يمنحها سترًا زائفًا، جمدت من الصدمة بادئ
الأمر.. عندما رأته هو ماثلًا أمامها و ليس غيره كما توقّعت.. هو “مراد” !
انسحبت الدماء من وجهها و بالكاد أعطى عقلها إشارة لجسدها بأن عليها أن تتحرك، عليها أن تختفي من أمامه الآن… فورًا
فإذا بها فعلًا تستدير خلال لحظة و تنطلق راكضة للداخل تاركة له الباب مفتوحًا، أو لعلها لم تجد وقتًا لإغلاقه، كان كل ما يهمّها في اللحظة الراهنة أن تستر نفسها أولًا
و هذا ما فعلته
عادت “إيمان” بعد فترةٍ وجيزة من غرفتها و قد ارتدت إسدال الصلاة خاصتها، لتجد “مراد” قد دخل إلى الشقة، ها هو يجلس بغرفة المعيشة فوق الكرسي الوثير، كان مسترخيًا و يضع ساقًا فوق الأخرى، و على حافة فمه علقت لفافة تبغٍ راح يدخنها في هدوءٍ.. إلى أن شعر بوجودها …
-مبروك يا عروسة ! .. هتف و مع ذلك لم يتحرّك من مكانه و لم تختلج عضلةٍ من جسده
-كتب كتابك خلاص بكرة. صح ؟
و أدار وجهه نحوها الآن مستطردًا بسخريةٍ لاذعة :
-كتب كتابك على العيّل ده !!