غرفتها صارت ملجأها الوحيد للابتعاد عن رؤية من بالبيت على حد سواء، فهي عدا طفلتها لم تكن تود أن تلتقي بأحدٍ بالخارج، لعلها تصرفت على هذا النحو لتضغط على أخيها و أمها حتى يُغيّرا قرارهما بشأن إلغاء فكرة زواجها من “مالك”.. و مهما كانت الجهود التي بذلتها حقيقية أو مُزيفة فيبدو بأنها نجحت… في النهاية رضخ “أدهم” لرغبتها و وافق أن تتخذ كامل الحرية في القرار
و لكن كان شرطه حتى يتراجع عن رفضه المتشدّد، ألا يلتقي الإثنان أبدًا حتى موعد عقد القران، و الذي سيكون غدًا !
لأكثرمن ساعة لا زالت “إيمان” ترقد في سريها وحيدة، بل بالنظر إلى وحيدة فهي نظريًا و عمليًا وحيدة بالمنزل كله منذ غادرت أمها مع زوجة أخيها آخذين الأطفال كلهم حتى يتلقّوا تطعيماتهم.. و أما على الصعيد العاطفي، فهي وحيدة
دائمًا …
تنهدت “إيمان” بعمقٍ و هي تتمطّى في فرشتها، أمسكت بهاتفها المستلقي بجوارها فوق الوسادة و تحققت من الوقت، إنها
ساعة الظهيرة و قد تأخرت مثل عادتها بالآونة الأخيرة، نفضت عنها هذا الكسل و ألقت الأغطية و قامت، فتحت خزانتها و إلتقطت قميصًا قصير بلا أكمام منسوج من القطن و بقطعٍ من الدانتيل، حملته معها إلى الحمام، و أخذت هناك دشًا طويلًا للغاية، فرغت و جففت شعرها ثم شدته لأعلى في ذيل فرس، فرشّت أسنانها منتعشة بنكهة النعناع بفمها و حتى أنفها، توضأت، و رغم إنها ليست بمزاجٍ جيد إلا إنها دللت بشرتها قليلًا و قامت بروتينها المهجور منذ مدة، وضعت قناعٍ ورقي على
وجهها لدقائق بينما ذهبت للمطبخ لتعدّ فنجان قهوتها، انتظرتها حتى نضجت و عادت بها إلى الحمام، نزعت القناع عن وجهها برفقٍ و ألقته بسلّة المهملات، ثم مررت مرطّب الشفاه فوق شفاهها مرتين
و الآن… لا تنكر أنها تحسّنت كثيرًا
مزاجها صار أفضل برغم كل شيء، تجرّعت فنجان قهوتها على مراحلٍ وصولًا إلى غرفتها، كانت تهم بارتداء اسدال الصلاة لتؤدي فريضتها، و لكن استوقفها جرس الباب فجأةً، و أيقنت على الفور بأن أمها و “سلاف” قد عادتا، و رغم علمها بأن “أمينة”