كان البؤس يتماوج على قسماته، بينما الأخيرة تدور حول السيارة و قد لفت نظرها بقوةٍ، سارت إليه كالمسحورة، هبطت تجاهه و طلّت عليه عبر نافذة السيارة، تفرّست بملامحه الوسيمة بجرأة متمتمة و هي تمضغ العلكة بسلوكٍ مشين :
-ياختشي عليك و على حلاوة أمك. إيه يا واد القمر ده. انت منين يا معسل انت. أكيد من المنصورة. كلهم ملونين و قشطة زيك كده ! .. و أطلقت ضحكةٍ رقيعة
تأفف “مراد” من الهزل الذي وقع به، لتستطرد السيدة الخليعة و هي تتمايل أمامه بغنجٍ :
-طالما بتأفف كده يبقى علاجك عندشي. بقولك إيه هاجي معاك و لاجل طعامتك دي هاخد منك ميتشين 200 جنية في الساعة. و لا أقولك. مش عايزة فلوس خالص كفاية انت.. إيه رأيك !
ضاق “مراد” ذرعًا منها و لم ينتظر ثانية أخرى، انطلق بسيارته من جديد محددًا وجهته هذه المرة …
*****
الآن بعد أن أفسحت “سلاف” مجالًا بأخذها الصغيرة “لمى” بعيدًا ميدان النقاش الحاد بين زوجها و شقيقته و أمه …
ها هو “أدهم” يقف بمنتصف الصالة، تقف أمامه أمه محاولة تهدئته، بينما تجلس “إيمان” فوق الكرسي تنتحب بمرارةٍ و هي تستمع إلى صراخه فيها و تقريعه القاسِ :
-ماكنتش أتخيّل إني اشوفك في وضع زي ده. و إنك ممكن تسمحي لحد يلمسك بس. إنتي اصلًا مابتسلّميش بالإيد. و
ســـيف نفسه إللي كنتي بتموتي فيه ماسمحتيلوش يمسك إيدك لحد يوم الفرح. إزاااي تسيبي حتة العيّل ده يعمل معاكي كده. إنتـي ؟؟ إنتــي يا إيـمان ؟؟؟؟
-خلاص بقى يابني ! .. هتفت “أمينة” بنزقٍ و قليل من الحزن بسببه
-كفاية إللي عملته يا أدهم. في أختك و في مالك. و حتى فيا أنا.. أمك. هو ده كلام ربنا إللي حافظه و ماشي بيه. تعامل أمك كده !؟؟