ضحكت “أمينة” مجلجلة :
-طيب ياختي الماية تكدب الغطّاس. تعالي ورايا ! .. و لكنها إلتفتت نحو ابنتها أولًا و قالت :
-و إنتي يا إيمان روحي إنتي و مالك الفراندة عشان تتكلموا براحتكوا. و خلّي معاكوا لمى تلعب حواليكوا على المرجيحة و لا بلعبها جمبك ..
و لم تعطها فرصة الرد، هكذا قامت بتدبيسها و فرّت مع “مايا”.. لتجد “إيمان” نفسها وجهًا لوجه أمام “مالك” !!!
لم تجرؤ على النظر إليه البتّة، هي التي كانت تكيل له المزح و الدلال، صار الوضع أكثر غرابة و غير معقولًا الآن …
-إيمان !
أجبرت نفسها على النظر إليه، كان وجهها محتقنًا بشدة، و في المقابل كان هو أكثر استرخاءً و مرحًا.. لا زال يبتسم لها ابتسامته العذبة الجذّابة و هو يستطرد :
-مالك يابنتي في إيه. متنشنة ليه من ساعة ما شوفتيني. أنا مش واخد عليكي كده !
ارتعش فكها بشكلٍ طفيف و ملحوظ لفت إنتباهه و جعله يحدق أكثر إلى فمها المُغرِ و هي تتحدث بتوترٍ :
-أنا تمام يا مالك. مافياش حاجة.. ممكن تاخد قهوتك و احنا داخلين الفراندة !
أومأ لها و استدار ليحمل فنجان قهوته، في نفس اللحظة تصيح هي منادية صغيرتها التي جلست فوق الآريكة وحدها مشغولة بالدمى و الهدايا التي جلبها عمها لأجلها :
-لمى.. يلا يا قلبي تعالي معايا و هاتي عروستك معاكي
أذعنت الصغيرة لأمها، قامت مصطحبة معها الدمية الشقراء الجديدة، أخذتها و جلست فوق الأرجوحة و انخرطت في حوارٌ هزلي معها ؛
جلسا كلًا منهما إلى الطاولة الوحيدة بالشرفة الأنيقة، و عدا عن صوت “لمى” الطفولي الناعم، كان الجو هادئًا، إلا أن “إيمان”