تلك القشعريرة التي سرت بأوصالها مشاعر مُحببة… إنما لا.. العينين ليست عينيّ “مراد”.. النظرات ليست له.. تبًا
تبًا له و تعسًا لحظها إذ ما زالت تراه في كل شيء و كأنه مركز الكون و حياتها تتوقف عليه.. هي كذلك بالفعل …
-تسلم إيديكي ! .. قالها “مالك” ممتنًا لها و قد تلامست أيديهما عرضيًا
فأنتفضت “إيمان” و ارتجت الصينية بين يديها و إنسكب الماء و العصير المخصص لطفلتها، جمدت المسكينة مضطربة أشدّ الاضطراب، بينما يسارع “مالك” لتفادي الضرر الواقع قدر استطاعته …
-مافيش حاجة. حصل خير. على مهلك ! .. حاول “مالك” أن يُلطف الأجواء ليخفف عنها
لم تقوَ “إيمان” على النطق، و قد كانت أمها تقف إلى جوارها خلال تلك الأثناء، ربتت على كتفها مرةً ثم قالت و هي تنحني لتجمع ما سقط فوق الأرض :
-معلش يا حبيبتي فداكي. خلاص يا مالك يا حبيبي. أنا هالم إللي وقع قوم يابني عيب ..
لم يصغي “مالك” لأمرها و أعاد الكؤوس إلى الصينية، ثم نهض مبتسمًا و قال :
-عيب إيه يا طنط أمينة. هو أنا غريب يعني !؟
-يا حبيبي مش القصد. طيب ماشي. تسلم إيدك ! .. و حملت الصينية عن ابنتها بالفارغ و أردفت :
-أنا بقى عاملة على الغدا مفاجأة هاتعجبك انت و أختك أوي يا مالك.. تعالي معايا يا مايا و لا لسا مش بتدخلي المطبخ ؟
أخذت “مايا” كأسها و قامت على الفور مُرحبة :
-لأ يا طنط و ده معقول. أنا خلاص بقى معايا كتكوت. و مستوايا في المطبخ بقى عالي أوي ..
و غمزت لها