لترد “إيمان” بلا ترددٍ :
-بنتي يا مايا.. لمى هي إللي لازم تشغل كل تفكيري. و لمى محتاجة أب. مش هاتعيش فترة طفولتها و حتى لما تكبر منغير أب. و أنا مش هالاقي لبنتي أحسن من مالك يقوم بالدور ده.. هو عمها و أحق بتربيتها. و أكتر واحد ممكن يحبها و يرعاها !
*****
صدمة.. قشعريرة… ألم في المعدة.. جبينه يتندى بالعرق الطفيف
بعد سماعه تلك الأخبار، لم يستطع نطقًا بعدها و ظل فقط يحملق بأبن خالته دون أن يحرّك ساكنًا، ليستأنف “أدهم” غير منتبهًا بما وقع عليه :
-أنا كنت متوقع إنها ترفض لما بلّغتها بطلبه. لكن بصراحة ذُهلت و هي بتقولّي موافقة.. بس طبعًا مقدرش غير إني احترم رغبتها. في النهاية هي ست و أكيد محتاجة لراجل في حياتها !
لم يزل على صمته، فقطب “أدهم” مسغربًا و سأله :
-مالك يا مراد ؟
أجفل “مراد” منتزعًا نفسه حالته المريبة، اغتصب إبتسامة لم تصل إلى عيناه و قال :
-مافيش يا أدهم. أنا تمام.. بس افتكرت مشوار لازم أعمله دلوقتي …
و بدأ بجمع أغراضه من فوق الطاولة أمام عينيّ “أدهم” المشدوتين :
-هو أنا لحقت أقعد معاك. و بعدين انت مش كنت عاوزني !
مراد باقتضابٍ : أيوة بس الوقت مش هايسعفنا. أنا مضطر أقوم معلش. ممكن أعدي عليك في الييت على بليل لو ممكن
أدهم مرحبًا : آه طبعًا ممكن. تعالى مستنيك
قام “مراد” و سحب سلسلة مفاتيحه في يده قائلًا :
-أوكي يا أدهم.. أشوفك بليل !
أدهم بابتسامة : إن شاء الله.. في رعاية الله
رد له “مراد” الابتسامة مجاملًا.. ثم مضى مغادرًا المقهى العصري بخطىٍ حثيثة …
*****