المراهق بتاع زمان. دلوقت راجل و مسؤول من يوم وفاة أخوه كلنا عارفين إنه إتبدل للأحسن. أنا طبعًا كنت هاوافق على مالك في حالة واحدة بس
تساءلت “أمينة” بين الاستنكار و الفضول :
-إيه هي بقى !؟؟
جاوبها “أدهم” ببغضٍ لم يفلح بكظمه :
-لو كانت أمه مش عمتي راجية.. رغم إني سامحتها في إللي عملته فيا و شغل الدجل و السحر. لكن هي تابت و ربنا بيقبل التوبة من عباده مهما كانت ذنوبهم. مش معقول أنا هافضل شايل و خاصةً إنها عمتي و في صلة رحم… لكن كل ده بردو كوم. و مشاعري إللي جوايا و إللي مش بإيدي أتحكم فيها كوم تاني.. أنا مش هاسمح لها تدخل حياتنا زي الأول. مستحيل !
أيدته “أمينة” في هذه :
-طبعًا يا حبيبي و أنا من رأيك. أنا بس اتصدمت زي عملة أختك بالظبط. ماتخيلتش أبدًا أفكار عمتك تستفحل في الشر لكده و الواحد كان مفكر إن ربنا هداها بعد موت إبنها إللي كان روحها فيه.. لكن الظاهر مافيش فايدة. الطبع غلّاب فعلًا
شرب “أدهم” فنجانه كله بجرعةٍ كبيرة، ثم وضعه فوق الطاولة أمامه هاتفًا بشيء من العصبية :
-أنا ماليش سلطة في الرفض أو القبول و إلا كنت نهيت الموضوع من أول كلمة. من فضلك يا أمي أدخلي ناديلي إيمان تديني كلمتها عشان نخلص من القصة دي خالص ..
-أنا موافقة يا أدهم !!!
جمد المكان و الهواء صار خانقًا للحظاتٍ، قبل أن يلتفت لها الجميع… كان “إيمان” التي نطقت بتلك الجملة !
كانت تقف عند أعتاب غرفة المعيشة، في قمة الثقة و الإتزان نظرت بعينيّ أخيها الذي نطق أخيرًا بذهولٍ :