تركت من يدها كل شيء و اقتربت منها، أحاطت بكتفيها و قالت و عينيها تلتمع بالدموع :
-زي القمر يا إيمان. أمال لما تبقي عروسة إن شاء الله عن قريب هاتبقي إزاي.. قل أعوذ برب الفلق يا حبيبتي
و عانقتها بقوةٍ، ثم نظرت في وجهها الذي رغم بهائه يحمل مسحة حزن، لكنها غير ملحوظة تمامًا …
-رغم إني كنت مسخسراكي في سيف ابن راجية ! .. قالتها “أمينة” بقليلٌ من الامتعاض
-كان نفسي ليكي في راجل عليه القيمة أكتر من كده. زي إللي كنتي بترفضيهم دول.. أتاريني ماكنتش أعرف إنك بتحبي سيف و قاعدة عشانه
اغتصبت “إيمان” ابتسامة متكلفة و قالت :
-أديكي عرفتي يا ماما. أنا بحب سيف و هو بيحبني.. أنا عايزاه !
و قد كانت تكذب حتمًا …
أومأت لها أمها، ثم قالت و هي تحمّلها صينية المشروبات :
-ماتقلقيش يا نن عيني. أنا منايا أفرح بيكي من زمان. و ما صدقت دماغك لانت.. أنا اتكلمت مع أخوكي و قدرت أقنعه. إن شاء الله كله هايتم على خير. أطلعي على مهلك. قدمي الشربات لحماكي الأول و بعدين تقعدي جمب عريسك.. يلا يا حبيبتي …
سحبت “إيمان” نفسًا عميقًا و خرجت أمام أمها على ضيوفهم، كانت يداها ترتعشان و لم تكن تتحكم بهما، لكنها ناضلت وصولًا إلى السيد “حسن” كي لا يسقط منها شيء ؛
قدمت له مبتسمة، فتناول “حسن” الكأس متمتمًا :
-تسلم إيديكي يا عروستنا. إيه الحلاوة دي كلها يا إيمان ؟ إحلوتي على حلاوتك عن آخر مرة شوفتك !