هاطلع لهم
حثتها “أمينة” بعجالةٍ :
-طيب يلا بسرعة شهّلي. الراجل جاي من سفر علينا تلاقيه تعبان و عاوز يرتاح في بيته
أومأت لها : حاضر حاضر حالًا أهو …
و سحبت منشفتها و مضت مسرعة إلى الحمام، غسلت وجهها و فرشت أسنانها بقوة حتى أدمتها قليلًا، ثم عادت إلى
غرفتها و فتحت الخزانة لتخرج الثوب الذي وقع إختيارها عليه سلفًا، و هو نفسه الثوب الذي اشترته من أجل اللحظة التي وعدها بها حبيبها “مراد”.. لحظة مجيئه إلى هنا ليطالب بها زوجةً له
و لكن أين هو ؟
ليس هو الذي جاء.. بل غيره
لقد جاء رجل لا تحبه، و لا تعرف كيف ستسمح له حتى أن يتقرّب إليها، فماذا عن تبادل الحب !؟
سيكون هذا مؤلمًا، كما هو مؤلم الآن أن تتحضّر و تتزيّن لأجله هو، إنها في كابوس، و لا مجال للخروج منه أبدًا كما يبدو …
وضعت “إيمان” اللمسات الأخيرة على وجهها من مساحيق التجميل الخفيفة، و أخيرًا وقفت أمام المرآة تلقي على نفسها نظرة، و رغم ما كابدته طوال الليلة الماضية حتى مطلع الفجر، إلا إنها بدت… جميلة جدًا !
في ثوبها الوردي الأنيق، فضفاضًا ذي طوق ذهبي يظهر منحنى خصرها المنسّق، و حجابها الرقيق اختارته وشاحًا أبيض
شفاف أسفله قماش مزركش غطى شعرها بالكامل، و الآن صارت جاهزة ؛
و كدأب كل عروسٌ خرجت من غرفتها و هي على قدرٍ من التوتر، ذهبت عند أمها بالمطبخ، و قد كانت “أمينة” قد حضّرت صينية المشروبات و طبق الحلويات المُشكل و الكعك الطازج الذي طلبته في الصباح من أشهر متاجر الحلو …
-إيه يا نور عيني الجمال ده كله ؟ .. قالتها “أمينة” بحبورٍ ما إن رأت إبنتها أمامها