تملّكها الخرس فجأةً، حين اصطدمت برؤيته هناك، يقف بجوار أمها، يرتدي بيجامة أخيها، يساعدها بتقطيع الخضروات.. كان هو… هو بشحمه و لحمه و نظرته التي تذيب قلبها و تعيد قولبته من جديد
كان “مراد” !
يتبع…
“إنه لأمر مُحزن حقًا أنني لم أستطع التخلّص من إدماني عليك ؛ كنتُ سأعود لك كل مرة.. لأنّي… أحبك!”
_ إيمان عمران
تحت إلحاح خالته الشديد و كلمة “أدهم” التي قيّدته، أذعن لهما و قرر البقاء لبعض الوقت، عليه أن يقرّ، هو بالأساس بحاجة إلى الرفقة، و خاصةً إذا كانوا أهله …
و فجأة وجد نفسه و قد تجاوب مع الأجواء أسرع مِمّ توقّع، أحضرت له خالته من خزانة ابنها الاحتياطية بشِقتها بيجامة زرقاء ناسبته تمامًا و كأنها فُصّلت لأجله، ارتداها بعد أن أخذ حمامًا سريعًا ليزيل آثار السفر الطويل الذي خاضه ؛
خرج أخيرًا، ليجد أن “أدهم” قد استأذن قليلًا و صعد إلى شِقته على أن يهبط في موعد العشاء، كان يحمل في يده المنشفة، يجفف شعره بينما يسير بالرواق باحثًا عن خالته …
-أيّ مساعدة !؟
إلتفتت “أمينة” إلى هتافه الهادئ، تبسّمت في وجهه تلقائيًا و هي تشمله بنظرةٍ فاحصة :
-نعيمًا يا حبيبي.
– الله ينعم عليكي يا أجمل خالتو في الكون …
و أقبل عليها مادًا يده لكتفها، وضع كفّه عند مؤخرة رأسها و دنى منها ليقّلها على جبينها :
-باستك العافية يابن الغالية.
-قوليلي بقى محتاجة أساعدك في إيه ؟