امسك الكأس ثم شربه مرة واحدة وهي يشعر أنه سيفقد وعيه …وهذا ما يريده أن يشرب حتي يفقد الوعي …أن ينسي لدقائق الخذ*لان الذي تعرض له …
ولج حمدي …أحد رجال وائل السويسي …رجلا مسن ويعتبر المساعد لوائل في كل أموره ….دار بعينيه في المكان حتي وجد مروان ينهي ثالث زجاجة خمر …اقترب منه وهو يوقفه ويقول:
-مروان بيه ..كده غلط عليك …
نظر مروان الي حمدي وضحك قائلا:
-عم حمدي بابا هو اللي بعتك صح …اكيد عايز يفهمني أنه بالطريقة دي بيحبني صح …اتعب يبعتك..اسكر يبعتك
…عيد ميلادي يبعتك انت …تقريبا لما امو*ت انت اللي هتحضر عزايا بداله لأن اكيد المسكين هيكون مشغول اووي في صفقاته وشغله …
حاول حمدي جذبه وقال:
-يا بني بعيد الشر عنك متقولش كده …خلينا نروح البيت …
أبعده مروان بلطف وقال:
-بيت ايه …انا مليش بيت …مليش بيت ….ده مش بيتي ده بيت وائل بيه ..خليه يعيش فيه لوحده مع فلوسه وثروته
وصفقاته وشغله …انا مليش مكان لا في بيته ولا حياته …سيبني لو سمحت أنا مش عايز ارجع
-يا بني تعالي بس …تعالي الله يهديك …
ثم امسكه حمدي بينما مروان دائخ كثيرا …يكاد يفقد وعيه …ولكن وجهه كان ملبد بالحزن والحرمان من الحب …
خرج حمدي ومعه مروان من البار واقتربا من السيارة …وقف مروان وقال بنبرة ثقيلة:
-بتحب ابنك يا استاذ حمدي ؟!
-طبعا يا بني هو فيه اغلي من الضنا…
ابتسم مروان بحزن وقال:
-يا بخته بيك …ياريت بابا يحبني زي ما انت بتحب ابنك….
هز حمدي رأسه وقال:
-ابوك بيحبك يا مروان انت مش فاهمه …
هز مروان رأسه ودموعه تتساقط بينما يقول:
-عمرك حضنت ابنك؟!