شهقت ليلي وهي ترجع للخلف بينما دموعها تنساب بقوة ..ضمتها مرام وهي تبكي بدورها …عيني مهرا أيضا ابتلت بالدموع ….فقط ادم هو من تماسك وقال بصوت مهزوز:
-طيب يا دكتور هي هتبقي كويسة …
هز الطبيب رأسه وقال:
-اتمني … انت اتصرفت صح لما اديتلها سيولة…عموما احنا هندخلها اوضة الأشعة دلوقتي عشان نشوف الوضع وعلي أساسه نتبع العلاج …بالشفاء إن شاء الله …
ثم ذهب الدكتور …تراجع ادم حتي استند علي الحائط ..نظر إلي ليلي التي تبكي بعنف وتقول:
-ماما لو حصلها حاجة انا …
اقترب ادم منها وشدها إليه وهو يعانق وجهها ويقول:
-ماما مش هيحصلها حاجة يا ليلي متخافيش …ماما هتبقي كويسة … يالا روحي وخليكي معاها أنتِ ومرام متسبوهاش وانا هكلم الدكتور تاني عشان اطمنكم بزيادة …يالا روحوا …
هزت مرام رأسها وهي تنظر إلي الدموع المحتجزة في عيني ادم …عرفت ان ادم لن يبكي أمامهما …فهو دوما اعتاد ان يكون سند لهما…هو الوحيد الذي يهدئ من روعهما ولا يعطي نفسه حق أن ينه*ار !!!
نظر ادم الي إخوته وهما يدخلون الي غرفة والدته …تنهد وهو يحاول يسيطر علي نفسه كي لا ينفجر بالبكاء …فجأة
ارتعش وهو يشعر بكف يلمس كتفه وصوت مهرا الناعم ينساب الي روحه بلطف ويقول:
-متقلقش يا آدم طنط هتكون بخير …هي هتخرج معانا وهتبقي احسن من الاول كمان …أنا واثقة أن الدكاترة هيعملوا اللازم عشان تبقي كويسة و…
انسابت دموع ادم وخرجت منه شهقة متألمة…تألمت هي لألمه لتذهب هي وتقف أمامه وتمسك وجهه بين كفيها الناعمين وتقول:
-طنط هتكون كويسة متقلقش …هتك…
ولكنه قاطعها وهو ينف*جر بالبكاء كطفل صغير ثم يرفعها إليه قليلا ليعانقها!! اتسعت عيني مهرا وهي تجد ادم
يعانقها بكل تلك القوة …يعانقها ويتشبث بها كأنها الحياة ..تشبثت هي به بدورها وهي تنعم بذلك العناق …كان مجرد عناق إذن لما تشعر مهرا أنها في الجنة !كان مجرد عناق .
.إذا لماذا شعرت انه الحياة… وجعلها زهذاوالعناق ..تدرك حقيقة مهمة …هي تعشق ادم عزام …تعشقه بكل كيانها …تعشقه بطريقة لم تعشق بها نفسها حتي !!
من بعيد وقفت ميار وهي تنظر إلي ادم وتلك الفتاة التي يعانقها وعرفتها علي الفور ..زوجته …تلك هي مهرا التي سر*قت ادم منها !!!
يتبع…
كانت دموعها تنساب بقوة وهي تراه يضمها إليه بتلك القوة…كان يضمها بطريقة غريبة كأنه في أمس الحاجة
إليها..اعت*صر قلبها من الأل*م …كانت الغيرة تشتعل داخل قلبها…ادم لها هي فقط …لا يحق لأحد أن يلمسه بتلك الطريقة …شهقت وهي تضع كفها علي فمها لا تتحمل …هي تمو*ت …
مسحت دموعها وهي تتراجع ..لقد رأتهم وهم يتجهوا الي المشفي وأتت لكي تري ادم ..عرفت من حمله لوالدته أن
السيدة حسناء بها شئ لهذا اتت كي تكون معه …اتت كي تذكره بها وتذكره أن قلبه من حقها هي فقط …ولكن عندما رأت هذا المنظر شعرت بن*يران تضطرم في قلبها …هذا ليس عدلا لها …لقد تركت علي من أجله …لقد عادت
من أجله وهو يضم اخري إليه. ..ولكن لا هي لن تستسلم …ادم يحبها هي فقط …لن يستطيع أن ينساها بتلك السرعة …وهي لن تتخلي عنه ..هي ستعيده إليها مجددا …ستستغل ذكرياتهما سويا كي تذكره بالحب الكبير الذي
كان بينهما …هي لن تخسر في تلك المعركة ..فهي تمتلك السلاح الاقوي علي الاطلاق …قلب آدم !!
فكرت وعلي شفتيها كانت ابتسامة منتصرة …ثم استدارت وهي تغادر …لن تواجه هنا ..ستواجهه في المكان الذي
شهد علي عشقهما الكبير!!!
….
ما زال ادم يضم مهرا إليها ودموعه تنساب بغزارة …قال بصوت مختنق :