دون أن تشعر …كان هي تمشي وهي منهكة …تشعر أنها تنز*ف من الداخل …كلما اتت هنا وأدركت أنها خس*رت الأهم في حياتها تتح*طم كليا …انهارت عندما وصلت إلي ق”بر والديها…
دموعها المحبوسة في عينيها البنية انسكبا علي وجهها كألامطار الغزيرة في ليلة ممطرة …كانت شهقاتها تخرج وهي تمز*ق قلبها …وضعت يديها علي الق*بر وهي تبكي بعن*ف وتقول:
-وحشتوني اوووي أوووي انا بمو*ت من غيركم …الحياة من غيركم عقا*ب صعب أنا مش قادرة اتحمله مش قادرة …يارتني معاكم …ياريت امو*ت وارتاح ياريت …مش قادرة اتحمل نفسي احضنكم …علي الاقل انتوا الوحيدين اللي
حبتوني …بابا … ماما …انتوا الاتنين حبتوني كتير …حبتوني اكتر من اي حاجة في الدنيا ..ولما خسرتكم أنا خسرت كل حاجة …خسرت العيلة والدفا والحب …حاولت ادور علي الحب دايما بس مكنتش بحس أن فيه حد بيحبني
بجد… وبعدين ابتليت بحب واحد انا*ني …واحد مس*تغل ك*سرني..وخلاني اكره الحياة اكتر …عشان كده انا جيت عشان امو*ت معاكم …أنا هم*وت هنا وسطكم وهد*فن معاكم …
كان احمد ينظر إليها بصدمة وهو لا يفهم ماذا تقصد …وعندما فهم اتسعت عينيه بقوة وهي تخرج سك*ين من حقيبتها وتضعها علي رسغها …ابتسمت حياة من بين دموعها وقالت:
-كده احسن مش كده ولا ايه …علي الاقل هكون معاكم للابد …علي الاقل مش هكون في مكان أنا غير مرغوب بيا فيه …
ثم كادت أن تمرر السكين علي رسغها إلا أن أحدهم دفع الس*كين وهو يصرخ قائلا:
-انتِ اتجن*نتي !!!!
نظرت حياة لتجده احمد …نهضت وصرخت:
-ملكش دعوة بيا …ملكش دعوة…
ثم كادت أن تمسك الس*كين مرة اخري إلا أنه امسكها وهو يهزها ويقول:
-فوقي يا حياة …مينفعش اللي بتعمليه ده …فوقي لنفسك …اهلك مش هيكونوا مبسوطين وأنتِ بتعملي في نفسك كده …