كان أنس ينظر إلي الاثنين بنفاذ صبر ينتظر من أحدهما أن يتكرم ويفهمه ما الأمر …
قدمت مرام العقد لأنس وهي تتقدم وتجلس بهدوء وقد شعرت بالتوتر …من كان يصدق أنها ستقابل معتز بعد كل
تلك السنوات …امر لا يصدق بالمرة …معتز أيضا لم يصدق أنه سوف يراها مجددا وقلبه ينبض بتلك القوة كأنها المرة الأولي التي يراها بها ..ولكن ما الذي جعلها تترك شركة زوجها وتعمل لدي انس هذا ما لم يفهمه من الأساس
…وكيف سمح لها سامر أن تعمل في شركة اخري !!الحقيقة أن سامر صديقه ولكن بعد ما فعله انقطعت أخباره عنه وهو ابتعد أيضا …ولهذا ما زال لا يفهم …وبالتأكيد لن يسأل مرام هو لن يحرجها بأسئلته تلك !…
-انتوا تعرفوا بعض ازاي ؟!
قالها أنس وهو يخفي انفعاله …ابتسم معتز وقال:
-مدام مرام تبقي مرات سامر صديقي …احنا كنا بنشتغل كلنا في شركة واحدة …
-مرات مين ؟!
هتف بها أنس بذهول …نظر إلي مرام الصامتة والتي ظهر علي وجهها التوتر فقال معتز وهو يشعر أن هناك شيئا غير صحيح :
-يعني أنا اخر مرة عرفت انهم كتبوا الكتاب ومعرفش عملتوا فرح ولا لا …
كانت مرام تفرك كفيها بتوتر …حاولت السيطرة علي نفسها بأن ترتدي قناعها الجليدي وتتكلم بهدوء ولكنها فشلت
في استعادة اتزانها بسرعة …كانت تتنفس بسرعة والتوتر يزداد داخلها …نظرت إلي معتز واخيرا قد سيطرت علي نفسها …احتمت بالجليد وقالت:
-محصلش نصيب بيننا …الحمدلله علي كل حال …
ثم نهضت ووجهت حديثها لأنس وقالت:
-استاذ أنس محتاج مني حاجة محتاجة اروح التواليت . ..
هز أنس رأسه بذهول …لم يكن يريد أن يضغط عليها … لقد عرف انها كانت متزوجة وتطلقت للتو …غريب لماذا لم
يعرف من قبل …
…
خرجت مرام من غرفة الاجتماعات واتجهت للحمام …دخلت الحمام وشكرت ربها أن لا أحد هناك …اتجهت للحوض وفتحت الصنبور ثم أخذت تغسل وجهها وهي تشعر أنها علي حافة الانه*يار …أغمضت عينيها وأخذت تتنفس بعمق
وتقول:
-تمام…تمام …اهدي يا مرام ..اهدي …اهدي. مفيش حاجة …خلاص كله انتهي …
أغلقت المياة وهي تستعيد اتزانها وجمودها…الجليد يلائمها أكثر من الإنه*يار
…….