خرجت مرام من الشركة وهي تزفر براحة …لقد مرت المقابلة علي ما يرام واخبروها أن الرد سوف يصل بعد اسبوع …
لا تعرف لماذا ولكن تظن أنها سوف تعمل هنا …لمعت عينيها وهي تنظر إلي الشركة ثم ذهبت وقلبها عامر بالأمل والايمان…
……..
في الورشة الخاصة بآدم….
كان صوت ام كلثوم يملأ الأرجاء …
بعيد عنك حياتي عذ*اب
ما تبعدنيش بعيد عنك
بعيد عنك حياتي عذا*ب
ما تبعدنيش بعيد عنك
ما ليش غير الدموع أحباب
معاها بعيش بعيد عنك
بعيد عنك حياتي عذاب
ما تبعدنيش بعيد عنك
ما ليش غير الدموع أحباب
معاها بعيش بعيد عنك
غلبني الشوق وغلبني، غلبني، غلبني
وليل البعد ذوبني، ذوبني، ذوبني
-وليل البعد ذوبني …ذوبني …
كان آدم يردد الاغنية مع ام كلثوم وهو يعمل …
كان قميصه الرمادي ملطخ بالجبس بسبب عمله كفني جبس بورد …
كان يعمل بشغف …تلك المهنة التي اتخذها منذ صغره حيث عمل منذ أن كان في سن العاشرة مع رجل طيب جعله يتقن المهنة وأحبها وبعد عدة سنوات افتتح ورشته الخاصة وأصبح له اسم …وأصبح يكسب مال لا بأس به
…لم يشعر بالخجل ابدا من عمله هذا بل عشقه كثيرا …اجمل أوقاته عندما يشغل الراديو ويعمل في هدوء …هو يري أن هذا فن …يصمم الاشكال بإتقان …الأشكال المختلفة تعبر عنه هو عن روحه …يبتسم بفخر عندما يمدح أحدهما شغله بعد أن ينهيه…شغله أيضا أتاح له الوقت كي يقرأ كتب وروايات ويبدأ بتعلم اللغات …هو راضي عن حياته كثيرا
…يحاول الا يفكر بالماضي …في جده الذي رفض أن يعطيهم مال كي ينقذ حياة والده ..اغمض عينيه وهو يتذكر الذل الذي تعرضت له والدته …في ذلك اليوم قرر أنه سيعمل حتي المو*ت ولن يجعل والدته تتذ*لل للذي يسوي والذي لا يسوي …سوف يتحمل مسؤولية عائلته كاملة حتي لو خس*ر نفسه …دوما سيختار عائلته ..هذا ما عرفه
عندما خ*سر ميار …ميار حب حياته …المرأة الوحيدة التي تمني أن يتزوجها وتكون ملكه …لكن ميار أخطأت عندما وضعته في اختيار صعب …طلبت منه أن يتخلي عن عائلته…كيف يفعل هذا …كيف يتخلي عن العائلة التي هو جزء
منها …كيف يترك من هم بحاجة إليها …حاول أن يجعلها تفهم ولكن ميار ارادته لنفسها …أرادت منه أن يبتعد وهو فشل …لم يستطع أن يفعل هذا …يترك عائلته من اجلها..اغمض عينيه وهو يتذكر ما حدث
فلاش باك
-انا زهقت يا ادم …ده رابع عريس يتقدملي وارفضه وحضرتك مش بتتحرك …هو أنا هعنس جمبك ولا ايه ؟!
زعقت به ميار وهي تلج الي ورشته …كان يبدو على ملامحها الانهي*ار والحزن …امسك ادم يديها ونظر الي وجهها الباكي بحزن …ثم قال :