ليرفع حمزة هاتف المكتب محدثا أميرة خلى محمود يجيب الامانة
وبعد دقيقتين يدق الباب ليسمح حمزة بالدخول ليدخل احد العاملين وهو يحمل بيده قفصا كبيرا به ببغاء رائع الألوان لتصرخ خديجة وهى تتقافز بسعادة الثرثار
ليردد الببغاء بمرح نسناسة صغيرة نسناسة صغيرة
لتقوم خديجة بإخراجه من القفص ليقف على كتفيها وهو يردد اسمها مرة تلو الأخرى وسط ضحكات ومرح الجميع الا حياة التى
كانت تقف وهى ترسم ابتسامة حزينة على وجهها حتى تتفاجئ بحمزة وهو يناديها قائلا مدام حياة من النهاردة هتستلمى شغلك فى المعامل مكان دكتور منصور
لتنقل عينيها المغرورقة بالدموع بين عينيه پألم شديد لتردد بخفوت امر حضرتك يادكتور لتستدير متوجهه إلى الخارج لينظر له خالد باستغراب قائلا الله هو انت مش قلتلى
حمزة مقاطع ااه قلتلك ولسه عند كلامى وياريت تفتكر كويس انا قلتلك ايه لينظر إلى رقية ليجدها تقف متجهمة لتنظر إلى خالد قائلة معلش ياخالد بس لو ممكن تسيبنى دقيقتين بس مع حمزة وبعدين هجيلك قبل ما امشى
ليشعر خالد أن هناك خلاف ما بين حمزة وحياة ليومئ برأسه
ويتجه إلى الخارج مغلقا الباب وراءه لتنظر رقية إلى حمزة قائلة بتحذير انت عارف انت عملت ايه دلوقت
حمزة بحزم رقية لو سمحتى انتى عارفة طبعى فياريت ماتتدخليش
رقية مش هتدخل ياحمزة بس ياريت تفكر ولو لحظة واحدة ايه اللى ممكن يكون تفكير حياة دلوقتى
حمزة بعدم فهم ايه يعنى مش فاهمك
رقية مجاش على بالك لحظة واحدة انها ممكن تأخذها على انك بتبعدها عنك بعد ما وصلت لكل اللى انت عاوزه
حمزة ببعض الڠضب ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده
رقية كلام فارغ! براحتك انا حذرتك وقلتلك لانى لو مكانها دى اول حاجة هتيجى على بالى
لتنظر إلى خديجة قائلة هيا ديجا لنعود إلى المنزل حتى نعد طعاما للثرثار
وبعد خروج رقية. حمزة وهو يهمس لنفسه معقولة تكون فعلا فهمتها كده بس انا ماينفعش ارجع فى عقابى ليها طب والحل
ليتجه إلى حاسبه الخاص ليدلف إلى كاميرات المراقبة الخاصة بالمعامل ليشاهد حياة تقف بين بعض المعدات وتمسك بيدها احد الدفاتر وتقيد به ملاحظاتها وهى تتحرك بآلية حتى وجدها تقف فجأة وهى تستند بيدها على احد الجدران وهى تحاول جاهدة كتم شهقات بكائها حتى لمحت احد الأطباء وهو يتجه ناحيتها فتمالكت نفسها سريعا وتحدثت معه وهى تتصنع تدوين
بعض الملاحظات فى دفترها حتى لا ترفع وجهها أثناء التحدث ثم انصرفت مسرعة إلى غرفة المكتب الخاص بمشرف المعامل ليسرع بتبديل الكاميرات ليجدها تضع ماكان بيدها وتقوم بإخراج سجادة صلاة من حقيبتها وتضعها أرضا وتقف لتصلى بين يدى الله تبثه شكواها ووجدها تسجد مطيلة السجود حتى خيل اليه انها قد ألم بها سوءا ولكنها بعد طول انتظار رفعت وجهها لينصدم من شدة احمرار وجهها وهو غارقا بالدموع ليقبض على يده بشده حتى كاد ان يدميها وهو يسب نفسه تحت انفاسه ليرفع هاتفه محدثا خالد قائلا بصرامة تشوفلى مين هيمسك مكان منصور حالا
خالد انت هتجننى ياجدع انت هو
انت مش لسه
حمزة مقاطع مش هنرغى ياخالد تشوفلى مين اللى كان تحت منصور على طول وتسلمه شغله فورا وتخلى حياة تطلعلى
خالد بخبث وقد بدا عليه فهم مجرى الأمور طب ماتكلمها انت خليها تطلعلك طالما ماحناش قد الاسية
حمزة پغضب خالد النهاردة بالذات متحاولش تلعب معايا
خالد بمداهنة ماشى اهدى انت بس يا ابو الڠضب وكل اللى انت عاوزه هيتم
..
وبعد نصف ساعة يسمع حمزة دقا على الباب
حمزة بهدوء ادخل
لتدخل حياة ويبدو عليها الانهاك الشديد مع شحوب وجهها الظاهر للعيان بشدة بسبب احمرار جفونها ليلتاع قلب حمزة عليها حتى أنه لولا بقية من رباط جأشه لقام اليها معتذرا
حياة بآلية دون النظر الى وجهه اوامرك يا افندم
حمزة بحزم ظاهرى سلمتى المخازن تحت للمشرف الجديد