اخذ عاصم يمرر اصابعه بين خصلات شعرها يهمس باسف متكرر لها مع كل شهقة باكية منها يسمعها تتمتم بصوت مكتوم نتيجة دفنها لوجهها بين طيات قميصه =
انت ليه دايما فاكر عنى انى مش كويسة عملت ايه يخليلك تفكر كده عنى
ابتلع عاصم لعابه بصعوبة لا يجد مايرد بها عليها ليتركها تفرغ كل ما يؤلمها منه فوق صدره يعلم انها لن تسمح بتلك اللحظة من الضعف ان تستولى عليها مرة اخرى مقررا عدم التحدث بشيئ قد يوقفها عن ذلك
لكنه شعر بالتجمد حين سمعها تكمل حديثهابالم من بين شهقاتها الهستريا بعنف=
انا عارفة انتى بتفكر فيه كده كله بسبب الحيوان سيف انا بكره وبكره امه وبكره ابوه البارد انا بكره العيلة دى كلها وانت اولهم
لتتبع كلماتها بضربه بقوة فوق صدره ثم هتشهق فى البكاء ثانية ليسألها عاصم بتردد وخشية = يعنى انتى مش بتحبى سيف
رفعت راسها اليه بصدمة تصرخ من بين دموعها =
انا ما بكرهش حد فى حياتى اد الحيوان ده
عاصم بجمود= واللى شفته فى اوضة المكتب
صرخت فجر بغضب = اسمع كويس اللى هقوله ده رغم انك رفضت تسمعنى اكثر من مرة علشان تقدر محتفظ بالصورة اللى رسمها لك خيالك عنى بس انا هقولك ايه اللى حصل ساعتها وانت بقى صدقتنى
مصدقتنيش ده يرجعلك لانى بصراحة زهقت من كل حاجة
ظل عاصم ينظر اليها وهى فى غصبها هذا عينيها والتى برغم الدموع فيهما الى بهم من القوة والغضب ما يجعل من الصعب عليه عدم الاستماع لها ليتنهد بقوة يتراجع بجسده بعيدا عنهاينظر حوله ليدرك انهم مازال فى ساحة المستشفى ليقول بصوت حاول اظهاره متماسكا =