استيقظت فجر من نومها تفتقد الدفء الذى كان يحيط بها تتملل فى الفراش وهى تمد احدى يدها الى الجهة المقابلة لها دون ادراك منها تطمئن الى وجوده بجوارها ليقابل يدها الفراغ والبرودة فوق الفراش فتفتح عينيها سريعا بادراك تسرع فى النهوض بحثا عنه بعينيها فى ارجاء الجناح لتجده قد وقف امام طاولة الزينة يرتدى بدلة رسمية سوداء اللون وقميص مماثل لها يعطى كل انتباه لساعتهالتى يحاول ارتداؤها دون معرفته بأستيقاظها
لتظل تتابعه بعينيها باهتمام لاتدرى هل تتحدث اليه تساله عن الى يذهب وهو مازال فى حالة المرضية هذه ام تلتزم الصمت خوفا من رده الاذع وسخريته والتى اصبحبت تلازمه فى كل اجابته عليها
لكنها اختارت الحل الاول وليكون مايكون لتتنحنح تحاول اجلاء صوتها من بحة النوم قائلة
= عاصم انت رايح فين دلوقت ؟الدكتور بيقول انك لسه محتاج للراحة فلو ممكن بس انك……
التفت اليها ببطء تتطاير من عينيه الشرر لتصمت قبل انتهاء جملتها ليسأل هو بسخرية = فلو ممكن ايه كملى؟ اقعد هنا جنبك وتفضلى تعمليلى ممرضة مش كده
ثم التفت مرة اخرى الى المرأة يولى مظهره اهتمامه قائلا بصرامة
= خليكى فى حالك وتانى مرة متدخليش فى اللى ملكيش فيه مش على اخر الزمن هتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه
وضع فرشاة الشعر فوق الطاولة بدوى عالى ثم التفت ناحية الباب مغادرا يغلق خلفة الباب بعنف لتهب فجر فزعا من دويه العالى تجلس مكانها تسرى البرودة فى انحاء جسدها تلتمع عنينها بدموع ابت عليها نفسها
ان تخرجها من محبسها حتى ولو بينها وبين نفسها
ظلت مكانها عدة لحظات تجلس بتصلب ثم نهضت بأليه وجمود تستعد الى النزول الى اسفل تحاول بعث الشجاعة فى نفسها تدرك بان طريق مسامحته لها طويل وممتلىء بالعقبات هى تعلم كم هو خصم عنيد لن يقبل بالتنازل بسهولة ابدا